|منارة لنشر الوعي وثقافة الحوار البنّاء|
الدوحة، قطر، 23 أبريل 2024:
نظّمت «متاحف مشيرب» بالتعاونِ مع «سدرة للطب»، ثاني فعاليات سلسلة “مقهى العلوم”، يوم أمس 22 أبريل الجاري، في «بيت بن جلمود»، لمناقشة مسائل عديدة متعلقة باضطرابات طيف التوحد، وذلك ضمن سياق الجهود المحلية للتوعية بالتوحّد، في الشهر العالمي المخصص لذلك. وركّزت الفعالية، التي حملت عنوان “التعامل مع اللغز: أبحاث التوحّد وأساليب الدمج والمهارات الحياتية”، على عدة مسائل أساسية حول منهجيات الرعاية الصحية، المرتبطة بتشخيص وتقييم اضطرابات طيف التوحّد، وكيفية تقديم الدعم والرعاية الصحية الدقيقة التي تتبع أسلوباً تكاملياً، يركّز على الفرد واحتياجاته الخاصة.
وأعرب السيد / فهد التركي، مدير المعارض والبرامج في «متاحف مشيرب» عن سعادته بإقامة هذه الجلسة، بقوله: “يسعدنا التعاون مجدداً مع الأخوة في سدرة للطب، لتنظيم هذه الجلسة المثمرة والتفاعلية ضمن سلسلة مقهى العلوم. حيث أسهمت النقاشات التي دارت خلال الفعالية لدرجة كبيرة في تطوير فهمنا حول اضطراب طيف التوحّد، والتحديات التي يواجهها المصابين من مختلف الفئات العمرية، كما أضاءت أيضاً على الجهود البحثية الحثيثة التي تبذلها الكوادر الطبية اليوم، للبحث واكتشاف المزيد في هذا المجال.”
كما استضافت الجلسة مجموعةً متميزةً من المشاركين ذوي الخبرة والاختصاص، لتقديم مداخلاتٍ تتناول مواضيع مختلفة، وكان من بين المقدّمين، الدكتورة / مديحة كمال، طبيبة الأطفال المعالجة في «سدرة للطب»، حيث ناقشت أساليب التعامل مع اضطراب طيف التوحّد، والدكتورة / الجازي المرغي التي قدمت في مداخلتها، جولةً حول أحدث الأبحاث في مجال الرعاية الطبية للمصابين باضطراب طيف التوحّد. وكان للسيدة / بريجين دوهيرتي، رئيسة قسم الدمج في “مدرسة هاميلتون الدولية”، مداخلة غنية ركزت من خلالها على منهجية الدمج التعليمي. وقدم السيد / ريان موينارد، الأخصائي في اضطراب طيف التوحّد وكرة القدم لذوي الاحتياجات الخاصة والمدرب في برنامج “لكل القدرات” التابع لمؤسسة قطر، عرضاً ناقش فيه التوجّه والرؤية التي يتمحور حولها البرنامج. كما قدّمت السيدة / نيكول ألكسندر، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لـ “مركز المهارات الحياتية”، مداخلةً حول تنمية المهارات الحياتية لذوي التوحّد، كما شاركت في الجلسة السيدة/ نورة العيدة، الأخصائية في طيف التوحّد، كممثلة عن “منصة أهالي التوحّد”.
وعلق السيد / نايجل دي سوزا، منسق البرامج والفعاليات في برنامج “لكل القدرات”، قائلاً: “إنها فرصة رائعة للاحتفاء بذوي التوحّد، مع تعزيز الدمج ونشر الوعي. لقد شهدنا زيادةً في عدد الفعاليات المرتبطة بالتوحّد على مدى السنوات القليلة الماضية، ونأمل أن يستمر هذا النمط لأن الغالبية العظمى من المشاركين في البرنامج لديهم التوحّد، لذا فإن مثل هذه الفعاليات تعود بفائدةٍ كبيرة على المجتمع.”
وإلى جانب المداخلات الغنية التي قدمها الأخصائيون، حظي الحضور في الجلسة أيضاً، بفرصة الاستماع لضيفٍ من ذوي التوحد، إذ تحدّث عن تجربته الملهمة، معبراً عن سعادته بالتقدم الكبير الذي حققته دولة قطـــــــــــــــر على صعيد العناية بالمصابين باضطرابات طيف التوحّد، وتلبية احتياجاتهم، ودعمهم في مواجهة التحديات التي قد تقف في طريقهم.
وعلى صعيد متصل، عّبرت الدكتورة / سحر دعاس، مديرة قسم الأبحاث في «سدرة للطب» عن امتنانها لإقامة هذه الجلسة، وهي أحد المشرفين الأساسيين على إطلاق سلسلة “مقهى العلوم”، بقولها: “نفخرُ بالتعاون المستمر بين سدرة للطب ومتاحف مشيرب وعملنا المشترك لتنظيم هذه الجلسة المميزة، ضمن سلسلة مقهى العلوم، التي تركّز على التوحّد، حيث عرضت أحدث ما توصلت إليه الأبحاث العلمية والدراسات الطبية في مجال اضطرابات طيف التوحّد، كما وفّرت منصةً للخبراء وذوي التوحّد وعائلاتهم لمشاركة تطلعاتهم وتجاربهم. ونأمل لهذه الجلسة، أن تكون قد حققت الهدف المرجو منها، من خلال زيادة الوعي بضرورة العناية بهذه الفئة وأهمية احتضانهم ودمجهم في مجتمعنا. ولكوني أمًا لطفل مصاب بالتوحد، فإن هذا الموضوع يحتل مكانة خاصة في قلبي، وأفتخر بكون سدرة للطب الطريق فاعل مميز في مجال أبحاث التوحد والرعاية في المنطقة، مما يجعلها واحدة من أوائل المستشفيات في دول مجلس التعاون الخليجي التي لديها مبادرة صديقة للتوحد، والأولى التي تجري دراسة وراثية في الشرق الأوسط.”
وتأتي هذه الجلسة المتكاملة، التي ضمت خبراء وباحثين ومشاريكن من ذوي التوحّد وأسرهم، في سياق تحقيق أحد أبرز أهداف «متاحف مشيرب»، بأن تكون مساحةً دائمةً للتفاعل واستعراض أخر التطورات والأحداث الهامة على صعيد الرعاية الصحية الدقيقة، وتزويد الحضور والمشاركين من أبناء المجتمع القطري بالمعرفة والوعي، حول كيفية ممارسة نمط حياة صحي ومزدهر.
ومن الجدير بالذكر، أن «متاحف مشيرب» و«سدرة للطب» ستستمران باستضافة سلسلة فعاليات “مقهى العلوم” في الأشهر القادمة، لمناقشة المزيد من المسائل والقضايا المحورية والحديث عنها بشكل مبسط، بهدف التثقيف ونشر الوعي، لتؤدي السلسة دورها كمنصة للنقاش المثمر والحوار البنّاء، الذي يعالج القضايا الاجتماعية والصحية التي يُعنى بها المجتمع بمختلف فئاته.