جائزة “مشيرب للابتكار عبر التصميم” تُكرّم أربعة جهات فائزة في مجالات: التصميم للابتكار الإنساني، والابتكار لنمط الحياة والرفاهية، والابتكار في التصاميم المستدامة، والتصميم للابتكار التكنولوجي.
الدوحة، قــــطـــــــــــــــــــــــــــر، 24 أبريل 2024:
استضافت «مشـــــــــــــــيرب العقارية» و «فاست كومباني – الشرق الأوسط» أكثر من 400 مشاركٍ ومتحدثٍ خبيرٍ في المجال الإبداعي، للمشاركة في أعمال “قمّة الابتكار عبر التصميم” التي عُقدت للمرة الأولى على مستوى المنطقة، ضمن أروقة حي الدوحة للتصميم. وقد شهدت القمّة أيضا إطلاق النسخة الأولى من جائزة “مشــــــــيرب للابتكار عبر التصميم”، التي تمثّل منصةً لدعم الفكر التصميمي المبدع، من خلال تكريم فائزين ضمن أربع فئات مختلفة، مكرّسةً الدور الفعّال لــ «مشـــــــــــــــيرب العقارية» كواحدةٍ من الجهات الريادية المساهمة في رسم مستقبل الابتكار عبر التصميم في منطقة الشرق الأوسط.
وفي كلمته خلال افتتاح القمّة، أعرب المهندس / علي الكواري، الرئيس التنفيذي لـــ «مشـــــــــــــــيرب العقارية» عن سعادته بتنظيم هذا الحدث البارز، بقوله: “يمثّل وجودي معكم في مشيرب قلب الدوحة مصدر فخر واعتزاز، حيث تعبّر هذه القمّة بجميع فعالياتها والقضايا التي تطرحها، عن ريادة دولة قطـــــــر في مجالات التصميم المختلفة ومكانتها القيادية في تعزيز الابتكار والإبداع. كما أنها تعكس أهمية التصميم الذكي والمستدام في المستقبل، الذي نسعى دوماً لتمكينه ونفخر لكوننا في طليعة داعميه إقليمياً ودولياً.”
وبدوره عبّر السيد / رافي رامان، مسؤول النشر الإقليمي في «فاست كومباني – الشرق الأوسط» عن أهمية هذه القمّة، ودورها كمنصة عالميةٍ للإبداع في المنطقة، قائلاً: “نشهد اليوم تطوراً كبيراً، حيث باتت المؤسسات والحكومات تدرك أهمية التصميم وقدرته على التطوير وتحقيق التغيير الإيجابي، ويأتي دورنا في فاست كومباني – الشرق الأوسط لتعزيز هذا التوجّه من خلال طرح القصص والتجارب الملهمة وإقامة فعاليات مؤثرة على مختلف المستويات”
وفي هذا السياق، ناقشت القمّة، عبر الجلسات الحوارية التي انعقدت على مدار يومٍ كامل، العديد من القضايا والموضوعات المتعلّقة بمجال التصميم وأبعاده المختلفة وتأثيره على المجتمعات، انطلاقاً من مفهوم “التصميم الحيوي” وانتهاءً بمسألة صناعة المحتوى بواسطة “الذكاء الاصطناعي”. كما تم التركيز على موضوعات أخرى، كدور التخطيط العمراني في إنشاء مدن تتمحور حول المجتمع وتحقيق الفائدة له، والتفاعل البنّاء بين التكنولوجيا والإبداع، وأهمية الابتكار عبر التصميم في “الاقتصاد المعرفي” لدى أجيال المستقبل. وفي سياق متصل، استضافت القمّة عدداً من المشاركين والمتحدثين القطريين الموهوبين والمتفوقين في مجال التصميم والإبداع، حيث شاركت المبدعة في تطوير الألحان والقطع الموسيقية، الفنانة/ دانا الفردان، في تأدية مجموعة من أحدث الألحان التي عملت عليها مؤخراً، إلى جانب مشاركة المبدع الكوميدي/ حمد العماري، الذي قدّم بدوره عرضاً ترفيهياً للمشاركين والحضور المحليين والدوليين.
تعليقات ومداخلات المشاركين خلال الجلسات النقاشية:
بصفتها المدير المسؤول عن مشروع “جوهرة تشانغي” وتصاميمه المبتكرة، التي أحدثت نقلةً على صعيد تجربة السفر، وخلال مشاركتها في القمّة، أوضحت السيدة/ تشارو كوكات، الشريك الإداري في شركة ” Safdie Architects”، الرؤية التي اعتمدوها في تشييد المشروع، بقولها: “أردنا تغيير النظرة السائدة التي تعتقد بأن التسوّق يمثل جوهر تجربة السفر، حيث قمنا بإنشاء حديقة عامة داخل مطار شانغي – سنغافورة، لتكون متاحةً أمام جميع مرتادي المطار بشكل مجاني على مدار الساعة.”
خلال الجلسة النقاشية التي حملت عنوان “هل يمكننا اعتماد مواد عصرية ومستدامة؟”، وشهدت مشاركة السيد / فيصل طبارة، العميد المشارك وأستاذ الهندسة المعمارية في الجامعة الأمريكية في الشارقة، والسيد/ ماثيو أوتلي، مدير مكتب شركة “غريمشو”، والسيد ناصر أبو الحسن، مدير مكتب شركة ” AGi Architects”، ناقش الضيوف تحديات الاستدامة العديدة التي تواجه المنطقة، بما في ذلك نقص البيانات الإقليمية، وتأخّر الإجماع على أهمية تحقيق الاستدامة وضرورتها في المنطقة، إلى جانب قضية التطوير الصناعي الذي قد يتعارض مع التوجّه العالمي لتحقيق الاستدامة، حيث حاول المشاركون توجيه الأنظار نحو احتياجات المجتمع الإنساني الفعلية في المستقبل.
وفي مداخلتها، شجّعت المصممة والفنانة المتخصصة بالــ NFT السيدة / أمريتا سيثي، العاملين في مجال التصميم على إنتاج المزيد من الأعمال المبتكرة في المستقبل، إذ يتوقع الجمهور المستخدم للعالم الرقمي، تفاعلاً أكبر مع ما تحتويه هذه المساحة الافتراضية. كما أعلنت عن إطلاق مجوعتها الجديدة من الــ NFT ” ” Bucket Monsters.
كما نوّه الدكتور / ماريو غارسيا، الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة غارسيا ميديا، خلال مشاركته إلى “الفجوة التي يحدثها الذكاء الاصطناعي”، ولكنه عبّر عن تفاؤله بمستقبل هذا المجال التقني الواسع بقوله: “في الحقيقة، لا يتعدى الذكاء الاصطناعي كونه مجرد أداة. إن المبتكر الحقيقي هو الفكر الإنساني، وذلك لامتلاك البشر وحدهم القدرة على اكتشاف وصناعة الترابط بين الأشياء والمواضع التي تبدو خاليةً من أي علاقات أو روابط، وهذه القدرة الفريدة هي الأساس الفعلي لعملية الإبداع.”
وفي حديثه أثناء الجلسة النقاشية ” كيف يمكن للمتاحف استخدام التكنولوجيا لتحقيق تجربة متكاملة؟”، أكّد مدير المعارض والبرامج في متاحف مشيرب، السيد / فهد التركي، على ضرورة تركيز المتاحف على احتياجات الأفراد في النهضة التكنولوجية، إذ يعتبر ذلك حجر أساسٍ في تحقيق أثر إجابي في المجتمعات. مضيفاً أن غياب التكنولوجيا في المتاحف أحياناً، قد يمنح الزوار فرصة عيش تجارب تفاعلية متكاملة. وقد عرضت السيدة/ شيخة النصر، مدير متحف الفن الإسلامي، خلال مشاركتها، مثالاً بارزاً يعبر عن دور المتاحف الكبير على صعيد التجربة الإنسانية، حيث قدّمت مداخلةً حول المشروع الذي تم تنفيذه بالتعاون مع متحف متروبوليتان في نيويورك، تحت عنوان ” Speaking Objects From the World of Islam “، القائم على فكرة تحريك النصوص المكتوبة على القطع الأثرية المصنوعة يدوياً لتسهيل قراءتها وفهمها.
خلال الجلسة النقاشية التي طرحت السؤال “هل ستصبح لغة التصميم في الشرق الأوسط لغة عالمية للتصميم؟”، أشار المصمم / عبد الرحمن المفتاح إلى الدور الكبير الذي تؤديه الفعاليات والأحداث العالمية مثل “دوحة التصميم” وغيرها من المنصات الإقليمية عبر الفرص التي توفرها للمجتمعات في المنطقة. وبدوره قال السيد/ ميغل فيانا، المدير الإبداعي والمؤسس المشارك لشركة “أنلوك براندز”، إن المواظبة واستمرارية العمل تعتبر عنصراً أساسياً لتفاعل الثقافات مع بعضها البعض، وهذا بدوره يوفر فرصاً هائلة لتطوير التصميم في المنطقة. كما أبدت السيدة /شريفة الهنائي، المؤسس المشارك لمتحف الفن الخليجي، حماساً كبيراً نحو فرص الاستثمار في المنصات الرقمية ضمن منطقة الشرق الأوسط، كمبادرات إطلاق المتاحف الرقمية، وذلك للوصول إلى الجمهور العالمي بسهولة وسرعة أكبر.
وشهدت الجلسة النقاشية بعنوان “هل تعزز التكنولوجيا الإبداع أم تعيقه؟ ” مشاركة السيد/ محمد القصابي، رئيس قسم الروبوت والذكاء الاصطناعي في النادي العلمي القطري، الذي أشار إلى ضرورة العمل مع الذكاء الاصطناعي وليس ضده، وأضاف: “علينا تعّلم أساليب الاستفادة من الأدوات العديدة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي”. كما شدد على أهمية إدخال “الذكاء الاصطناعي” كمادة علمية، لتدريسها في المؤسسات التعليمية والمدارس، خصوصاً في ظل التقدّم الكبير والطلب المتزايد الذي يشهده هذا المجال التقني الواسع مؤخراً.
خلال الحوار الذي استضافته الجلسة النقاشية “هل نصمم من أجل اقتصادٍ معرفي؟”، أكد رجل الاعمال المعروف، السيد / حمد مبارك الهاجري، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة سنونو، على أهمية التعاون وإجاد مساحة مشتركة بين الشركاء والجهات من مختلف القطاعات لبناء اقتصاد معرفي ناجح. وأضاف: “لابد من التعاون البنّاء بين المبدعين والصناعات التكنولوجية للوصول إلى قطاع أعمال مزدهر قادر على تحقيق قيمة مضافة للمجتمع”. كما تطرق الهاجري إلى حاجة المؤسسات لإعادة تقييم منظومات العمل فيها، وسبل زيادة انخراط العملاء، بهدف دعم الإبداع في هذا القطاع، مضيفاً: “يمكن إتاحة مساحة أكبر للإبداع عبر تشكيل فرق صغيرة لمتابعة تفاعل العملاء مع المنتجات التي تقدمها المؤسسة أو الشركة عن قرب”. وفي تعليق له حول النجاح الذي حققته سنونو، قال الهاجري: “رؤيتنا تتمحور حول بناء بيئة خصبة لريادة الأعمال تتميز بالتنوّع والتعاون المستمر بين الابتكار في بناء نموذج العمل، تصميم المنتجات، بناء التقنيات والإبداع في التصميم لتكوين منظومة ابتكارية متكاملة.”